هل ينتابك الشعور بأنك تحبّ ابناً أكثر من إخوته؟

هل راودك في أحد المرات شعور، ولو للحظات، بأنك «تفضل» ابناً معيناً على باقي أبنائك؟، وهل يمكن فعلاً لأيّ شخص منا أن يحبَّ ولداً من أولاده أكثر من بقية الأولاد؟.
قد يشعر أحياناً بعض الأهل بالذنب تجاه شعور يمكن أن يعتريهم، وهو شعورهم بأنهم يفضلون ابناً معيناً على باقي الأبناء.

ولكن هل تعتبر هذه الحالة طبيعية؟.. إذ قد يتساءل البعض من الأهل فيما إذا هم فعلاً جديرون بهذه المسؤولية في إنشاء جيل قادر على مواجهة الحياة.
أكد الخبراء النفسيون أنه لا يمكن أن يوجد أحد قد يحبّ ولداً أكثر من باقي أولاده، إلا أنَّ الفكرة هنا تكمن في إمكانية حبّ الأولاد كل بطريقة مختلفة أو لأسباب مختلفة؛ فالحبُّ موجود حتماً حتى ولو بدا غير ذلك.
ووفقاً لما أوضحوه، فإنَّ الأهل هنا يخلطون بين الشعور بالحب تجاه الأبناء والشعور بعدم الانسجام أو التوافق.
وعلى الرغم من أنَّ هذا الشعور قد يمانع الكثير من الناس التحدّث فيه بصراحة وعلى الملأ، إلا أنه شعور ممزوج بالقلق والذنب وتتشارك فيه شريحة واسعة من المجتمع.
ومع ذلك هناك العديد من الأهالي الذي يفصحون للخبراء النفسيين عن شعورهم الهائل والضخم بالذنب، وبأنهم فعلاً لم يعودوا قادرين على تحمله أكثر، كما أنهم يصفون مشاعرهم بـ «غير الطبيعية».
وأوضح الخبراء أنَّ الانسجام بين الأولاد وأهلهم يختلف تماماً عن مسألة المحبة التي تجمعهم؛ إذ إنَّ محبة الأهل لأولادهم هي شعورهم بالرغبة في إلغاء ذاتهم من أجل مساعدة أبنائهم، ولا يمكن لأيّ أب أو أم أن يفقد هذا الشعور تجاه أبنائه.

المحبة بين الأهل وأولادهم غير محدودة
ليس هناك أيّ علاقة بين فقدان التواصل بين الأهل وأولادهم والمحبة الفطرية التي تجمعهم، ولا يمكن أبداً أن يتمَّ قياس مقدار هذه المحبة، كما أنه من غير المعقول أن نقول إنَّ هذا الولد نحبه «أقل» أو «أكثر» من غيره من الأولاد.
هذا وأكد الخبراء أنَّ قدرة الأهل على محبة أولادهم تكون فعلاً غير محدودة، ولا يكون بإمكان الأهل أن يمنحوا أولادهم المحبة على سبيل الصدقة أو الحسنة التي يقدّمونها بجرعات موزونة.
كما أنه من المهم للغاية أن يدرك الأهل أنَّ الكره أو عدم تحمل الأبناء أحياناً ليس أبداً حالة يكون عكسها أو نقيضها المحبة.
ويمكن للأهل، وبشكل طبيعي، أن يحبّوا أبناءهم ويكونوا في الوقت نفسه يكرهونهم في بعض الأوقات.

لماذا ينتاب الأهل هذا الشعور أحياناً؟
على الرغم من أنَّ هذه المشاعر تعتبر طبيعية وليست أبداً مشاعر «كره» حقيقية، إلا أنها يمكن أن تزعج الأهل.
ويقول الخبراء النفسيون إنَّ لهذه المشاعر أسباباً تفسّر شعور الأهل المتضارب.


يملك الابن سمات تكرهها
يمكن أن يملك أحد أبنائك، والذي تشعر أنك تكرهه أحياناً، إحدى الصفات التي تكرهها والتي تمتلكها أنت أيضاً، كالعصبية أو العناد على سبيل المثال.
وبذلك تكون المشكلة عندك أنت؛ فالخطوة الأولى للتخلص منها هي تقبل هذه الصفة لديكما، ومن ثمّ اعمل على التخلص منها. وتذكر دائماً أنه لا يوجد عائلة مثالية خالية من العيوب.

يسعى الأولاد للاستقلال
في بعض الأحيان قد تبرز مشكلة بين الأهل والأبناء، نظراً لرغبة الأبناء في الاستقلال عن أهلهم وعدم رغبتهم في فرض أهلهم السيطرة عليهم.
هذا ويشعر العديد من الأولاد بأنفسهم وكيانهم من خلال اتخاذ قراراتهم بأنفسهم، دون أن يشعروا بأنَّ القرار قد فُرض عليهم من جانب الأهل.
ويكون أفضل ردّ من جانب الأهل في هذه الحالة هو الردّ الهادئ والرصين، والخاصية التي يجب هنا على الأهل التمتع بها هي الصبر ومحاولة احتواء الابن.
وعلى الأهل ألا يكفوا عن محاولة التحسين من جودة الوقت الذي يمضونه مع الأبناء، مهما كانت أعمارهم، ومهما بدت العلاقة معهم غير متناغمة.
وبالمختصر يكون من الضروري على الأهل ألا يتخلّوا أبداً عن محاولة تحسين نوعية الوقت الذي يمضونه مع الأبناء، سواءً كانوا أطفالاً أم شباباً أم حتى متزوجين ولهم حياتهم الخاصة.
كما أننا جميعاً بحاجة إلى أحد ما في حياتنا لا يتخلى عنا أبداً ويكون مستعداً دائماً، مهما كانت الظروف، لمساعدتنا معنوياً. وفي حال لم يستطع الأهل أن يقدّموا هذه المساعدة فمن الذي يستطيع؟!..

شكرا خيو ging وتسلم العين ودوامك عالراس